آخر الأخبار

مشاركة متميزة لمركز التفكير الاستراتيجي في المنتدى العالمي لحقوق الإنسان

حمدات لحسن * الملكية بالمغرب والإسلام السياسي

تهنئة مركز التفكير الاستراتيجي والدفاع عن الديمقراطية بالعيون بمناسبة عيد العرش المجيد الذي يصادف هذه السنة الذكرى الخامسة والعشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره اللّٰه على عرش أسلافه الميامين

المنتدى الجهوي الثاني للديمقراطية التشاركية يستكشف دور الجمعيات ومساهمتها على المستوى المحلي

تعزية مركز التفكير الاستراتيجي والدفاع عن الديمقراطية بالعيون في وفاة صاحبة السمو الملكي الأميرة للا لطيفة

مشروع منتديات الديمقراطية لمركز التفكير الاستراتيجي المشاركون يدعون الى تيسير مساهمة المواطنين والمجتمع المدني في إدارة الشأن العام

العوامل السياقية والشروط الموضوعية لتنزيل مبادرة الحكم الذاتي بالصحراء محور مداخلة الدكتور مولاي بوبكر حمداني رئيس مركز التفكير الاستراتيجي والدفاع عن الديمقراطية

مركز التفكير الاستراتيجي والدفاع عن الديمقراطية ينظم ورشة في الدعم القانوني والحقوقي حول موضوع مدونة الاسرة

منتديات الحوار الاستراتيجي حول الصحراء -النسخة الثانية- حول موضوع إحداث الجامعة بالصحراء.. الفرص والعوائق

رئيس مركز التفكير الاستراتيجي والدفاع عن الديمقراطية يرفع مذكرتين لـ “دي ميستورا” بعد حلوله بالعيون

محمود عياش* آي جدوى من التنمية فى الصحراء !!!






ثارت في الآونة الأخيرة موجة من الآراء و النقاشات  حول مسارات التنمية التي شهدتها الصحراء طيلة اربعة عقود مضت ، و عادت معها التساؤلات المقلقة حول جدوائية التنمية بهذه المنطقة التي استنزفت مقدرات هامة من الميزانيات و رؤوس الأموال  المغربية، و كأن التربة الإقتصادية  في هذه  المنطقة جدباء و غير منبتة و لا  منتجة وذات مردودية استثمارية غير  مجزية.
والمغرب انهكته الحرب التي استعرت في المنطقة طوال 16 عاما ، حصدت العديد من القتلى وخلفت الكثير من المعطوبين، وكلفة خزائن الدول المغاربية المتماسة مع المنطقة خسائر مادية مهمة.
و رغم توقف  القتال  فإن الحرب الدبلوماسية اشتدت و تأججت، و ذلك لكسب المزيد من التأييد الدولي، و دفعت دول النزاع الى ضخ أموال هامة في حسابات اللوبيات الداعمة، 
و  تم  الرفع من مستوى  التعبئة  السياسية و المدنية و الحشد  الشعبي  بغية التأثير على الرأي العام  الداخلي و إستمالة  الموقف الخارجي،  و اشتغلت الالة الإعلامية الرسمية بطاقاتها القصوى، و اصبح الجميع متهيب و في حالة استنفار، و تحولت الاروقة الاممية و الاوربية و الإفريقية  الى حلبات صراع حامية الوطيس،
امام  هذا الوضع ، و كلما  دنا شهر ابريل حث الجميع الخطى  مابين من يقلب ملف حقوق الإنسان و من يلهب ملف استغلال الثروات و يلغم  جذوته لتزداد توهجا  و إشعالا،  و من يثير موضوع احصاء اللاجيئين و التلاعب بالمساعدات الانسانية ، و هناك من  يهدد بالعودة الى الحرب ، و  من يرفع إيقاع وتيرة إطلاق المشاريع التنموية المستقبلية و يقدم الوعود بتسريع الدمج الاجتماعي و الانماء الإقتصادي.
و أمام كل هذا فإن الحديث، يبقى مستمر على أن الصحراء تظل اسفنجة كبيرة  تمتص ميزانيات ضخمة، وتهدر فيها موارد هامة، و هذا لن ينسينا انها ستظل  مصدرا للشرعية و ملاذا للثراء..

1-الصحراء مجال لهدر الموارد و إستنزاف الثروات.
يذهب الكثيرون إلى  اعتبار المغرب قد  ضخ  أموالا طائلة في الصحراء حربا  و بناءا ، دون ان يحسم نهائيا في أمر السيادة على الاقليم، في حين يرى العديدون ان جبهة البوليساريو قد فوتت على اللاجيئين الصحراويين فرصا عديدة للإستقرار و النماء.فلا هي حققت حلم العودة و لا هي اقامت دولة متكاملة الأركان.
سيظل المغرب يعرب في كل وقت وحين عن  حجم الإستثمارات الضخمة التي خصصها للصحراء، و ان ما قام به خلال اربعين عاما من التنمية حول المنطقة الى جنة غناء، في حين ستظل الجبهة تصدح تنديدا و شجبا باستغلال المغرب للثروات و نهب مواردها الطبيعية، و أن الجبهة لم  تدخر جهدا للإدعاء  بفضح هذه الإنتهاكات و شجب الخروقات المغربية حسب قولها،  اما المغرب فيرى أن ما تقوم به البوليساريو هو استغلال و متاجرة بمعاناة اللاجيئين الصحراويين.  وبين هذين الموقفين تاه الصحراويون، و اتسع فضاء معاناتهم الإنسانية مجاليا، و تمطط واقع إنتظارهم زمانيا.

2 – الصحراء منتج للشروعية و مصدر  للرفاهية.
في مقابل الرأي القائل بأن الصحراء مجال لهدر الثروات و إستنزاف المقدارات، ينتصب رأي مخالف أن ماتم تقديمه من تضحيات بشرية و مالية في الصحراء، لايوازي ماتم حصده من غنائم و مكاسب بالنسبة لاطراف النزاع. لكون المردودية كانت اكثر سخاءا على الجميع، و التكلفة كانت اكثر وقعا على الانسان الصحراوي.و يتتاسون عن قصد أو عير قصد كيف يتم تحويل ميزانيات و مساعدات خاصة بالصحراء الى وجهات معلومة وغير معلومة، و تساهم في اغناء فئات معينة و مناطق بعينها، لا يسعنا المجال هنا للتطرق اليها بإسهاب.
فالمغرب مكنه دخول غمار حرب الصحراء من ان يتمكن من فرض الإجماع الداخلي حول الموقف من هذه القضية، ومن ثم الزج بالجيش في الصراع  و بالتالي لشغله  بالحرب بدل منازعة التظام السياسي  على الحكم، خاصة بعد عمليتين انقلابيتين فاشلتين، هذه الحرب مكنت الجيش المغربي  من تحديث ترسانته العسكرية و الرفع من قدراته القتالية وجاهزيته الحربية، ينضاف الى ما سبق اتساع المجال الجغرافي المغربي،  الغني بشريا و ثقافيا و المتنوع موارد طبيعية، و اصبح للمغرب عمقا افريقيا يمتد في الساحل و الصحراء.
اما جبهة البوليساريو فقد مكنتها الحرب رغم تكلفتها البشرية والمادية الكبيرة، ان تحظى بدعم و مساندة مجموعة من الدول الدائرة في فلك المعسكر الشرقي، ومن ثم تم تدويل النزاع، و اتخاذه ابعادا اخرى، ذات صلة باللجوء و حقوق الانسان و حماية الثروات، و النتيجة الأهم للجبهة انفرادها بتمثيلية الصحراويين امميا و هي شرعية كانت في امس الحاجة اليها. خاصة مع انطلاقة مسلسل التسوية الاممية حول الصحراء.
يتضح جليا ان الاطراف السياسية و الاساسية في نزاع الصحراء -إذا استثنينا كل من إسبانيا و موريتانيا و الجزائر- قد استفادت بنسب متفاوتة من النزاع، و استثمرت هذه الاستفادة لتحسن تموقعها خاصة في مسار مسلسل التسوية المعلق.
و تعد الصحراء مجالا جغرافيا غنيا بالثروات الطبيعية، و هي تعد بإمكانيات هامة في المجال الطاقي و المعدني، مما يجعلها تنبأ  بمستقبل اقتصادي واعد.
اما  الانسان الصحراوي فكان نصيبه من هذا النزاع شتاتا و نزوحا و عطالة و تهميشا ، و يبقى في  إنتظار لتنمية دامجة و عدالة منصفة و مصالحة رادة للاعتبار.
و  إذا لم تصدق  النوايا و تتضافر الإرادات بشأن ايجاد حل يصمن للإنسان في الصحراء إقراراً بكرامته، و صيانة  لحقوقه و حرياته. فإن مسلسل هدر الثروات واستنزاف الموارد، سيبقى قائما، و تظل الرفاهية و العيش الكريم مطلبا بعيد المنال.

المركز

مركز التفكير الاستراتيجي والدفاع عن الديمقراطية مؤسسة علمية مستقلة وغير منحازة تسعى الى زيادة نشر الوعي بقيم المجتمع الديمقراطي كالأدوار والمسؤوليات الخاصة بالمواطنين والحكومة والمصالح السياسية العامة والخاصة، اضافة الى اهمية الانتخابات التنافسية الدورية، حيث انها لا تشدد فقط على توعية المواطن وانما على مشاركته في كافة اوجه المجتمع الديمقراطي

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال