في ظل التحديات الكبرى التي يفرضها التغير المناخي على الصعيد العالمي، بات من الضروري إعادة النظر في استراتيجيات التنمية لتشمل الأبعاد البيئية كجزء لا يتجزأ من التخطيط والتنفيذ. يأتي هذا التوجه في سياق السعي نحو تحقيق تنمية مستدامة تراعي الحفاظ على البيئة للأجيال الحالية والمقبلة.
في هذا الإطار، يقف مركز التفكير الاستراتيجي والدفاع عن الديمقراطية في طليعة المبادرات الهادفة إلى تعزيز الوعي والفعل البيئي على المستوى المحلي، خاصة في جهة العيون الساقية الحمراء، وفي هذا الصدد عمل المركز يوم الأربعاء 19 أكتوبر 2016 على تنظيم مائدة مستديرة بعنوان "إدماج البعد البيئي وأثار التغييرات المناخية في المخطط الجماعي للتنمية". حيث سعى المركز الى جمع كوكبة من الخبراء والمهتمين بقضايا البيئة والتنمية في فضاء المعارض قاعة رقم 3، من الساعة 11:45 صباحًا إلى 13:45 بعد الزوال، لمناقشة كيفية تحقيق التنمية المستدامة عبر إدماج الاعتبارات البيئية في التخطيطات الإستراتيجية للتنمية المحلية. المتدخلون، ومن بينهم د. مولاي بوبكر حمداني، وذة. زبيدة السلامي، د. محمد الراجي، د. أحمد الأكحل، ود. المهدي الكيرع، قدموا رؤى معمقة حول ضرورة إدراج أثار التغييرات المناخية ضمن المخططات التنموية، مشددين على أهمية توافق هذه المخططات مع الحاجيات البيئية والاجتماعية والاقتصادية للمنطقة.
أكد المشاركون على أن إدماج البعد البيئي في المخططات التنموية ليس فقط مسؤولية أخلاقية، بل هو استثمار في المستقبل يضمن الاستدامة والقدرة على مواجهة التحديات المناخية المتزايدة. كما تم التأكيد على أهمية العمل المشترك بين القطاعات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني لتحقيق هذا الهدف.
إن النقاشات التي دارت خلال المائدة المستديرة سلطت الضوء على الحاجة الملحة لتبني نهج متكامل يراعي البعد البيئي في جميع مراحل التخطيط والتنفيذ للمشاريع التنموية. كما أبرزت الأمثلة والتجارب المقدمة من المتدخلين أهمية التعلم من الممارسات الناجحة والسعي لتطوير حلول مبتكرة تتلاءم مع السياقات المحلية.
وفي الاخير توافقت معظم المدخلات في الآراء حول أهمية وضع استراتيجيات تنموية تتضمن بشكل فعال الاعتبارات البيئية، بما يضمن تحقيق تنمية شاملة ومستدامة في جهة العيون الساقية الحمراء. هذه الخطوة لا تعكس فقط التزام المجتمع المحلي بحماية البيئة، بل تمثل أيضًا رؤية استشرافية لمستقبل أفضل يحترم التوازنات الطبيعية ويعزز جودة الحياة لجميع سكان المنطقة.