يُعد منتدى المستقبل،
الذي انطلقت فعالياته للمرة الأولى في الرباط خلال عام 2004، نقطة التقاء عالمية
هامة تجمع بين دول مجموعة الثماني ونحو عشرين دولة من منطقة الشرق الأوسط الموسع
وشمال إفريقيا، بالإضافة إلى المفوضية الأوروبية وجامعة الدول العربية. أُطلق هذا
المنتدى بهدف تعميق الحوار والتشاور بين هذه الدول، وتسليط الضوء على أهمية
التسامح والتفاهم بين الشعوب كأساس لتحقيق التعايش السلمي بين مختلف الحضارات
والديانات.
في دورته السادسة،
يأتي دور مركز التفكير الاستراتيجي والدفاع عن الديمقراطية كمثال يحتذى به في مجال
تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان، وكذلك الإسهام في تحقيق التنمية الاقتصادية
والاجتماعية. يعكس انخراط المركز في هذا الحدث العالمي التزامه بنشر قيم التسامح
وتعزيز التفاهم المتبادل، باعتبار ذلك الطريق الأمثل لتحقيق التعايش بين الثقافات
والأديان المتنوعة.
مشاركة المركز في
منتدى المستقبل تُبرز أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه المؤسسات الفكرية والبحثية
في تشكيل مستقبل أكثر إشراقًا للمنطقة والعالم. من خلال تبنيه لموقف حيادي ومستقل،
يسعى المركز إلى تقديم منصة آمنة للحوار والنقاش البناء، مسلطًا الضوء على الإصلاحات
الضرورية في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة. إن هذه الجهود لا
تعود بالنفع على المنطقة فحسب، بل وتسهم أيضًا في رفع مستوى التعاون والتفاهم على
الصعيد العالمي.
يُشكل منتدى المستقبل،
بمشاركة فعاليات مثل مركز التفكير الاستراتيجي والدفاع عن الديمقراطية، فرصة فريدة
لتبادل الأفكار ووجهات النظر حول كيفية مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية. من
خلال التأكيد على الحاجة إلى الإصلاحات وتطوير العنصر البشري، يسهم المنتدى في
توجيه الجهود الدولية نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز السلام والاستقرار
العالميين.
يبقى السعي نحو تحقيق
عالم أكثر تسامحًا وتفاهمًا مهمة مشتركة تتطلب الجهود المتواصلة من جميع الأطراف.
يُعد منتدى المستقبل واحدًا من المحافل الدولية التي توفر الفرصة لتعزيز هذه
الجهود وتحفيز التعاون الدولي، ومشاركة مركز التفكير الاستراتيجي والدفاع عن
الديمقراطية خير دليل على الدور الحيوي الذي يمكن للمؤسسات البحثية والفكرية أن
تلعبه في تشكيل مستقبل أفضل للإنسانية.