في رحاب مركز التفكير الاستراتيجي
والدفاع عن الديمقراطية، قدم كل من عالي الترفاس ومحمد عالي الغالي، عرضا مُفصلا
عن مسيرة جمعية دعم الأشخاص ذوي الإعاقة في مدينة العيون، التي تعود جذورها إلى
أزيد من أربعة عقود. خلال هذه المدة، بذلت الجمعية جهودا مُستمرة لتحدي التحديات
والعقبات التي واجهتها، مُركزة بشكل خاص على تفكيك الصور النمطية المتعلقة
بالأشخاص في وضعية إعاقة وتعزيز ثقافة حقوق هذه الفئة من المجتمع على الصعيدين
الجهوي والوطني.
تُوج هذا المسار الطويل بالعديد من
الإنجازات في مجال العمل التطوعي والجمعوي، بفضل الجهود المُستمرة للجمعية في سبيل
إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في النسيج الاجتماعي. كما أوضح المتحدثان، يكمن الهدف
الرئيسي للجمعية في دعم هذه الفئة، وخصوصا الأطفال، لتمكينهم من الانخراط
والاندماج بفعالية في الحياة العامة.
مستندة إلى تجاربها وخبراتها
المهنية والمدنية والحقوقية، تقف جمعية دعم الأشخاص ذوي الإعاقة بمدينة العيون في
الصفوف الأولى للدفاع عن حقوق هذه الشريحة أمام كافة الهيئات، ساعية إلى دمج البعد
المتعلق بالإعاقة ضمن السياسات العامة، وتكوين الفاعلين الاجتماعيين في مجال
التعليم الدامج، وضمان المشاركة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للأشخاص ذوي
الإعاقة.
تدير الجمعية "المركز
الاجتماعي والتربوي امباركة الزروالي"، الذي يُعنى بتقديم خدمات خاصة للأطفال
واليافعين الذين يعانون من اضطرابات متنوعة، من طيف التوحد إلى الإعاقات الحركية
والحسية والعقلية والنفسية. يستهدف المركز، الذي يستقبل حوالي 80 طفلا ويافعا من
ذوي الإعاقة ينحدرون من أسر فقيرة، إشراكهم في الحياة الاجتماعية والمهنية، ويساهم
في تعزيز استقلاليتهم واندماجهم في المجتمع.
في ضوء السياسات والبرامج العمومية
المتعلقة بالإعاقة، تُصر جمعية دعم الأشخاص ذوي الإعاقة على أهمية توعية مختلف
الفاعلين المحليين والشركاء بإشكالية الولوجيات، وتدمج البعد المتعلق بالإعاقة ضمن
البرامج والمشاريع التنموية على مستوى جهة العيون- الساقية الحمراء.
كعضو في العديد من المنظمات
الحقوقية والهيئات المنتخبة واللجان الجهوية المتخصصة، تقدم الجمعية مقترحات
وتوصيات قيمة لصناع القرار والفاعلين المؤسساتيين، مُسهمة بذلك في رسم ملامح
مستقبل أكثر شمولية وعدالة للأشخاص ذوي الإعاقة في مدينة العيون وعلى نطاق أوسع.
تلى العرض المُقدم من طرف عالي
الترفاس ومحمد عالي الغالي، نقاش مستفيض من قِبل أعضاء مركز التفكير الاستراتيجي
والدفاع عن الديمقراطية، الذين أثنوا على الجهود المبذولة من قبل جمعية دعم
الأشخاص ذوي الإعاقة بمدينة العيون واعتبروها نموذجا يحتذى به في مجال العمل
الجمعوي والحقوقي. ومع ذلك، أشاروا إلى ضرورة تعزيز الجهود على عدة محاور لضمان
استدامة النتائج وتحقيق تأثير أكبر.
خلص النقاش إلى جملة من التوصيات
التي تهدف إلى تعزيز مكانة ودور الجمعية والأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع:
1. تعزيز الشراكات: توسيع نطاق الشراكات مع المؤسسات
الحكومية وغير الحكومية، الوطنية والدولية، لضمان تدفق مستمر للموارد والخبرات
التي تساعد على تطوير البرامج والمبادرات.
2. تحسين الوعي والتعليم: تنظيم حملات
توعية موسعة تستهدف الجمهور العام والمؤسسات التعليمية لتغيير النظرة المجتمعية
تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة وتعزيز قبولهم وإدماجهم في المجتمع.
3. تطوير السياسات: العمل مع صناع القرار لتطوير وتنفيذ
سياسات وقوانين تدعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وضمان الولوجية والتكامل في جميع
المجالات الحياتية.
4. بناء القدرات: تقديم برامج تدريبية لتطوير مهارات
الأشخاص ذوي الإعاقة، وكذلك تدريب المعلمين والمهنيين العاملين معهم على أفضل
الممارسات في التعليم الدامج والرعاية.
5. التوسع في البرامج التنموية: إطلاق مبادرات
وبرامج جديدة تستهدف تحسين جودة الحياة للأشخاص ذوي الإعاقة، بما في ذلك توفير فرص
عمل ملائمة وتعزيز مشاركتهم في الأنشطة الثقافية والرياضية.
6. الدعوة لتحسين البنية التحتية: الضغط على
الجهات المعنية لتحسين البنية التحتية العامة بما يضمن سهولة الوصول والتنقل
للأشخاص ذوي الإعاقة، في الأماكن العامة ووسائل النقل والمباني.
7. تعزيز التقييم والمتابعة: إنشاء آليات
فعّالة لتقييم البرامج والمشاريع ومتابعة تنفيذ التوصيات، لضمان تحقيق الأهداف
المرجوة وتعزيز الشفافية والمساءلة.
هذه التوصيات تسعى إلى بناء مستقبل
أكثر شمولاً وعدلاً للأشخاص ذوي الإعاقة في مدينة العيون وعلى المستوى الوطني،
مُؤكدة على أهمية التعاون والتضامن بين جميع الفاعلين في المجتمع لتحقيق هذا الهدف.